زيادة فرص الحمل بين الحقائق والأساطير
على خلاف ما يعتقده الكثير من الناس، خاصة العزاب منهم، الحمل ليس مهمة سهلة دائمًا؛ فعلى الرغم من الكم الهائل من المعلومات الموجودة تحت تصرفنا لمعرفة كيفية إنجاب مولود جديد، الا انه في كثير من الحالات يصعب الأمر ويصير شاقا، خاصة مع انتشار عدد كبير من الاعتقادات الخاطئة والخرافات المتعلقة بالظروف الملائمة للحمل. إذ يشهد المخيال الجمعي والثقافة الشعبية وعلى وجه التحديد العربية منها، حضور سلسلة من المعتقدات البعيدة عن الصواب والمفاهيم المغلوطة عن الخصوبة والإنجاب والتي تعقد في كثير من الأحيان حقيقة الحمل.
الحمل و أساطير الأجداد :
وهنا نسلط الضوء على بعض من هذه الاساطير التي أثبت العلم الحديث خطأها:
– الحمل أمر سهل جدا:
تبلغ فرص الحمل لدى النساء بين 23 و25 عامًا (وهي الفترة الأكثر خصوبة في حياة المرأة) 35٪ فقط. ومع مرور الوقت، تقل هذه الاحتمالات بشكل كبير. خلال هذه الفترة، يكون لدى المرأة عدد مهم من البويضات، والتي تتميز بالجودة والصفات والكمية المثالية، والتي تضيع على مر السنين، لذا فإن الحمل ليس بالمهمة السهلة.
– لا يؤثر العمر على فرص الحمل:
عندما تبلغ المرأة سن 35 عامًا، كما يقول بعض الخبراء، تقل فرص الحمل إلى ثمانية بالمائة. بينما، بمجرد الانتهاء من الأربعين، فإن فرص الحمل تتضاءل إلى اثنين بالمائة. وعند بلوغ سن 50 تنعدم الاحتمالات وتؤول إلى الصفر ويستدعي الأمر اللجوء إلى تقنيات التكاثر المساعدة.
-مادامت المرأة تحيض فإنها تتميز بالخصوبة:
إن وجود دورات شهرية لا يضمن، على أي حال، إمكانية الحمل، فعدد كبير من النساء ذوات الحيض المنتظمة يواجهن مشاكل في الإنجاب بسبب مشاكل في المبيض أو تشوهات في الرحم.
– العقم نفسي:
على الرغم من أنه من المهم جدا الحفاظ على الطمأنينة النفسية والصفاء الروحي والتحلي بالصبر في اللحظة التي تحاول فيها المرأة الحمل، إلا أن أصل العقم في كثير من الأحيان جسدي متعلق بخلل في وظائف وميكانيزمات عمل بعض من الأعضاء البدنية.
الحمل بميزان الطب الحديث:
يؤكد كثير من الأطباء المتخصصين إلى ضرورة نشر الوعي الطبي بين أوساط الأزواج الراغبين في الإنجاب، لوجود العديد من التساؤلات حول الخصوبة والتكاثر التي لا يستطيع الحسم فيها إلا متخصص في المجال، والبحث عن إجاباتها في وصفات الجدات يربك العملية ويعقدها.
وإليك سيدتي مجموعة من الحقائق الطبية حول الموضوع:
– هناك فرص الحمل لمدة ثلاثة أيام في الشهر فقط:
هذا لأنه لا يمكن تخصيب البويضة إلا لمدة يومين أو ثلاثة أيام كل شهر، لذلك إذا لم يحدث الإخصاب في ذلك الوقت، فمن المستحيل تحقيق الحمل. ومع ذلك، يشير المتخصصون في المجال إلى أنه ليس من الضروري جدولة العلاقات، ومن الأفضل تجنب ممارسة الجنس بشكل روتيني.
– النساء اللواتي أنجبن أطفال هن الأكثر خصوبة:
كلما زاد عدد أطفالك، زاد احتمال حملك وهذا يرجع إلى أن الحمل يحث على النضج ويحسن أداء الجهاز التناسلي للأنثى.
-ألم الدورة الشهرية ينقص أو يختفي كليا بعد الحمل والإنجاب:
– إن هناك العديد من الحالات التي شهدت فيها النساء اللائي عانين من اضطرابات الدورة الشهرية وفتراتها المؤلمة انتظام دوراتهن وتوقف معاناتهن مع الالم بعد الحمل والانجاب.
– أربعون في المئة من حالات العقم تنجم عن الرجال:
على الرغم من أن الرجال، على عكس النساء، يحافظون على قدرتهم على التخصيب طوال حياتهم، الا انهم كلما تقدموا في السن كلما قلت لديهم جودة التخصيب. بل وزادت في كثير من الأحيان احتمالات إنجاب مواليد مصابون ببعض من الأمراض الوراثية. وعوامل الخطر، ترتفع باستهلاك الكحول والتبغ، مما يؤثر على جودة السائل المنوي.
و في الأخير، تذكري عزيزتي أن لا تصدقي كلما يقال لك بخصوص الحمل، بل راجعي مصادر موثوق من صحتها و استشيري دائما طبيبا مختصا.
صفاء بنرحال – صحفية متدربة