[قصة للاطفال] الحديقة النظيفة
مع قدوم فصل الصيف ومجيئ العطلة، قد تحتارين كثيرا حول الكيفية التي ستملئين بها أوقات فراغ طفلك الصغير.
إذا كنت واحدة من هؤلاء النسوة فأبشري سيدتي. موقع www.anahamla.ma وجد لك حلاً ممتعاً ومفيداً. سنقدم لك كل يوم، طيلة أيام العطلة الصيفية، مجموعة قصصية ساحرة، ما عليك سوى قراءتها لصغيرك خلال النهار أو قبيل نومه.
تمكن قراءة القصص من تشكيل وعيٍ لدى طفلك، وتساهم في اتساع ثقافته، واكتساب القيم والأخلاقيات وروح المواطنة، كما تزيد من قدرته على تركيب الجمل والزيادة من المفردات والقواعد اللغوية.
اخترنا لك اليوم سيدتي، قصة الحديقة النظيفة، والتي تحكي عن حديقةٍ امتلأت بالأوساخ، فهجرتها سلحفاةٌ، ترك الأطفال الأزبال في هذه الحديقة بعد اللعب فيها، ولما عادت السلحفاة، وجدت الحديقة نظيفةً، حيث عرف الاطفال أنهم لو أرادوا الحديقة نظيفةً، وجب عليهم عدم توسيخها:
قصة الحديقة النظيفة:
كان العصفور الجميل يطير فوق شجرة البلوط الكبيرة، ثم هبط إلى أسفل جذع الشجرة، حيث تقيم السلحفاة، ونادی بصوت عال: ايتها السلحفاة … ايتها السلحفاة! اطلت السلحفاة براسها وقالت : من ينادي؟ التفتت جهة اليمين، فرأت العصفور الجميل ففرحت وقالت: تفضل أيها الصديق العزيز، دخل العصفور إلى بيت السلحفاة، فأدرك أنها تحزم أمتعتها، فسألها باستغراب هل أنت راحلة؟ هزت السلحفاة رأسها وقالت: نعم، سأرحل من هنا، لم أعد أحتمل البقاء في هذه الديار، بسبب هؤلاء الأطفال الأشقياء، تعجب العصفور وقال : ولكن بيتك هنا، فكيف سترحلين وتتركينه؟
لم تجب السلحفاة على سؤال العصفور، ولكنها استأنفت الحديث قائلة: إن الأطفال الأشقياء يأتون إلى الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع ليلعبوا بالكرة، وبعد الانتهاء من ذلك يجلسون تحت شجرة البلوط ليتناولوا طعام الغداء، وحين ينتهون من أكل طعامهم يتركون قشور الفواکه، والمناديل الورقية، والاكياس البلاستيكية على الارض، ويعودون الى بيوتهم، نظر العصفور حوله يمينا وشمالا ثم قال: انك تبالغين أيتها السلحفاة، لأن الحديقة نظيفة، فما الذي يزعجك إذن؟ ابتسمت السلحفاة قليلا ثم قالت : نعم انها نظيفة الان، لانني اخرج بعد مغادرتهم، وأنظف المكان كل مرة، ثم يعودون بعد اسبوع لتتسخ الحديقة من جديد. وانا عازمة على الرحيل، وسأقيم عند اختي في حديقة السرور.
عز على العصفور أن ترحل صدیقته السلحفاة، فأخذ يفكر في طريقة مقنعة، لتتراجع عن رحيلها، ثم قال: أرجوك أن تبقي هنا، وسنتعاون في حل المشكلة. طار العصفور، وعاد بعد ساعة يحمل في منقاره مجموعة من الأوراق البيضاء الكبيرة، فوضعها داخل بيت السلحفاة، ثم سألها: هل لديك فرشة وألوان؟
أحضرت السلحفاة الفرشة وألواناً حمراء وصفراء وخضراء، وأعطتها للعصفور، غمس العصفور الفرشة في اللون الأحمر، وكتب على ورقة بيضاء بخط كبير: حافظوا على نظافة الحديقة، ثم كتب باللون الأصفر على ورقة ثانية : البيئة دليل على حسن الأخلاق، أسرعت السلحفاة وكتبت باللون الأخضر على ورقة ثالثة: النظافة من الإيمان، وبعد ذلك حمل العصفور تلك الأوراق بمنقاره، وعلقها على شجرة البلوط …وعندما حضر الاطفال في عطلة نهاية الاسبوع أخذوا ينظرون إلى الاوراق المعلقة وهم يضحكون، مد أحدهم يده فتناول إحدى الأوراق المعلقة بعنف، ثم جعلها كالكرة، والقاها على صديقه، فقلده سائر الأطفال، وأخذوا يقذفون تلك الأوراق المكورة على بعضهم، ثم تركوها على الأرض، وذهبوا يلعبون بالكرة .
تناول الاطفال غداءهم ثم ذهبوا، دون ان ينظفوا مكان غدائهم، فاصبحت الحديقة متسخة جدا، خرجت السلحفاة من بيتها، فلما رات ذالك المنظر هزت رأسها وقالت: لا فائدة، لن أبقى هنا، لابد من الرحيل، ثم اغلقت باب بيتها، وسارت ببطء خارج الحديقة، متوجهة الى بيت اختها في حديثة السرور…عاد الأطفال بعد أسبوع إلى الحديقة، فوجدوها غير نظيفة. تساءل أحد الأطفال: عجباً، لماذا لم نجد الحديقة نظيفة مثل كل مرة ؟ وقال اخر: يمكن أن یکون الذي ينظفها قد مات أو. . . وقبل أن يكمل جملته قال طفل ثالث: لاتهتموا بذلك ،هيا نلعب بالكرة.
لعب الاطفال طويلا، فاحسوا بالتعب والجوع. جلسوا تحت شجرة البلوط، فـــتناولوا غداءهم، وترکوا الأوراق والاكياس والقشور على الارض، كما كانوا يفعلون في كل مرة، وعادوا الى بيوتهم. وعندما عاد الاطفال الى الحديقة بعد اسبوع، لم يجدوا اي مكان نظيف يجلسون فيه لتناول طعام الغداء. صاح أحد الأطفال بصوت عال: هذا المكان متسخ جدا، ولن أتناول طعامي فيه، فأيده في ذلك طفل ثان قائلاً: لا يمكن أن نتغدى في مكان غير نظيف، لان ذالك يضر بصحتنا، ولا يليق بنا ان نفعل ذالك.
وقف أحد الأطفال يخاطب زملاءه قائلاً: علينا أن نتحمل مسؤولية خطئنا، والأ نستمر في التصرفات غير السليمة. هيا ننظف المکان اولاً، ثم نتناول طعامنا، اقتنع زملاؤه بصحة كلامه، فأخذوا يجمعون الأوراق والقشور، ويضعونها في أكياس كبيرة، حتى أصبحت الحديقة نظيفة تماما، سر الأطفال بما صنعوا، وقال احدهم : الان، ما أطيب الطعام في الحديقة النظيفة! وتعاهدوا على أن يحضروا معهم الأكياس في المرات القادمة، لتبقى الحديقة نظيفة جميلة على الدوام، اشتاقت السلحفاة إلى بيتها، فقالت تحدث نفسها: سأعود إلى بیتي، حتی لو بقیت أنظف الحديقة وحدي، وسارت نحو بيتها، ولما وصلت قرب شجرة البلوط أثارها ما رأته من نظافة الحديقة، فاستغربت قائلة: ترى من كان ينظف الحديقة بعدي؟…كان العصفور الجميل يرقب عودة السلحفاة بشوق كبير، فلما رآها هبط إلى أسفل، وقص عليها الحكاية، فسرت كثيراً وقالت: لقد أصبحوا أطفالا طيبين، ولن أترك بيتي بعد اليوم، فما أجمل العيش في المكان النظيف!