كيف نصبح أباء مثاليين؟

يتساءل الأبوان باستمرار حول كيف يكونان مثاليين؟ كماتعلمون، فإن سلامة الطفل الذهنية والنفسية والعقلية ترجع بالأساس إلى ما راكمه خلال سنوات طفولته، إذ أن طريقة تعامل الآباء مع أطفالهم تساهم في تكوين شخصيتهم وقوتها، وكذا استقلاليتهم الشخصية والفكرية، فكيف أجعل إبني سليما ومستقلا؟ إليكم بعض النصائح:

اغمراه حبا وحنانا:

إن أفضل وأجمل العطايا التي من الممكن أن تمنحوها لأطفالكم هي الحب والحنان والإهتمام، قد تبدوا الأحضان والقبل وعبارات الحب والإطراء أمرا غير مهما بالنسبة لكم، لكنه مهم جدا بالنسبة لأطفالكم، فعبروا عن حبكم لأطفالكم بشكل يومي ولامشروط، أي أنه لا يجب أن يكون حبكم مرتبطا بأفعالهم، أو أن يفعلوا أشياء محددة لكي تمنحوهم حبكم، بل دعوهم يفهمون بأنكم تحبونهم مهما كان الوضع.

لا تكونا سلطويان:

يجب أن يحس أطفالكم بأنكما تحترمونهم وتقدرونهم، خصوصا عندما تحاولان تلقينهم المبادئ والفرق بين الصح والخطأ، إذ ينصح بأن لا تكونا دكتاتوريين أو تمارسا سلطتكم عليهم، بل حاولا أن تقنعوهم بأن مهمتكما هي التوجيه والإرشاد، وليس توجيه الأوامر والأدلجة ليكونوا نسخة طبقة الأصل من أفكاركما وقناعاتكما، لا بأس بأن يكونوا مختلفين عنكما، وتكون لهم قناعات وأفكار وآراء خاصة بهم، بشرط أن تكون سليمة وتندرج ضمن المنظومة الأخلاقية. وإن إرتكب أطفالكم أخطاء فرحبا بها، لأن من خلالها يستكشفون ويتعلمون، ويعون عواقب تلك الأخطاء عن تجربة وقناعة.

عززا ثقته بنفسه:

دعيا مجالا لأطفالكم لكي يثقو بأنفسهم، وذلك من خلال الإطراء على خصاله الحميدة وأفعاله ثلاث مرات أكثر من ردود أفعالكم حول سلوكات ارتأيتم أنها غير لائقة، وكرروا عبارات تعزز ثقتهم بأنفسهم كعبارة:” أنت ذكي” أو “أنت أجمل طفل” أو “طفلي مهذب ومحبوب، واصل”، وإن كان في سنواته الأولى ولا يفهم الكلام، فمجرد التصفيق له مع ترديد كلمة “برافو” مع الإبتسام قد يفي بالغرض. وإن كان يتمتع بموهبة فاعملوا على صقلها وتطويرها منذ اللحظة التي اكتشفتموها.

لاتقارنا بينه وبين أطفال آخرين:

كل طفل مختلف عن الآخرين وله خصائصه الفريدة التي قد لا يتمتع بها أطفال آخرون، أحبا هذا الإختلاف في أطفالكما واحتفلا به وادعماه، ومهما حصل، لا تقارنا أطفالكم بأطفال آخرين، فقد يدمرهم ذلك ويلغي شخصيتهم ويفقدهم ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم يتطلعون دائما لأن يكونوا نسخة من الأخرين، كالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة ففشل، فضيع مشيته ومشية الحمامة. فعبارات مثل: “فلان أحسن أو أجمل منك” تحرج الطفل وتجرحه وتولد لديه إحساسا بأنكم تحبون فلانا أكثر منه، وقد تجعله ينطوي على نفسه ويتصرف بغيرة وعدوانيه اتجاه الآخرين.

استمعا لأطفالكم:

مهما كثرت مشاغلكما، ضعا أطفالكما في على رأس الأولويات، لاحظا انزعاجهم وبادرا بسؤالهم حول ما الذي يزعجهم بالرغم من تحفظهم على الإجابة أحيانا، وبررا ذلك بأن انزعاجهميزعجكما، وأن حالتهم النفسية تهمكما وأن رؤيتهم فرحين ومتفوقين تشعركما براحة أكثر. اجعلا أطفالكم يتقاسمون أسرارهم معكما، وخصصا وقتا محددا بشكل يومي لذلك مع ضرورة الإحتفاظ بطابع السرية ولاتفشيا الأسرار لأي كان، قد يبدوا ذلك شيقا بالنسبة لهم مما سيجعلهم متحمسين في المرة القادمة لإخباركما مزيدا من الأسرار، ومهما بلغت خطورة أفعالهم حاولا أن لا تعنفوهم بمجرد إعترافهم لكما، لأن ذلك سيجعلهم أكثر حذرا وتحفظا في المرة القادمة.

كم من الوقت تخصصان كل يوم للإستماع لما يجول في خواطر أطفالكم؟

%d مدونون معجبون بهذه: